تخطى إلى المحتوى

الحل في النسكافيه 2024.

  • بواسطة

الحل في النسكافيه

الحل في النسكافيه

هل يمكن أن تكون الأزمات التي يمرّ بها الإنسان، أو المشكلات الموجودة في البيئة المحيطة بك هي السبب في عثورك على نقطة التحوّل الخاصة بك، وتغيير وجه حياتك من حال إلى حال؟

قبل أن تُعيِي نفسك بالتفكير في إجابة لهذا السؤال دعنيى أقصّ عليكى حكاية هذا الرجل الذي نجح في رصد مشكلات واحتياجات من حوله؛ فنجح في تغيير حياته من البؤس إلى الرخاء، ثم تغيير الكثير من معاناة من حوله وجعل حياتهم أفضل.

نشأ "هنري نستله" في ظروف متواضعة.. ودرس الكيمياء لبعض الوقت

هذا الرجل هو "هنري نستله" المولود في عام 1816 بسويسرا، والذي نشأ في ظروف متواضعة، ودرس الكيمياء لبعض الوقت، ثم حاول ممارسة مهنة الصيدلة عن طريق اكتساب الخبرة العملية بالممارسة. وبالفعل استمر في ممارسة هذه المهنة لفترة ما من الزمن؛ لكن حبه للتجارة والعمل الحرّ كان يشغله، ويلحّ عليه.

وهكذا راح يتنقل من مهنة إلى أخرى في شكل يبدو متخبطاً؛ ولكنه ليس سوى الملل.

البحث عن لحظة التحوّل
وبعد أن كوّن مبلغاً معقولاً، واكتسب خبرة لا بأس بها، قرر وهو في عامه التاسع والعشرين أن يشتري مصنعاً صغيراً، وعمل على إنتاج زيوت المكسرات، وكانت أفكار الرجل تتعدى حدود المنتجات المحدودة التي ينتجها المصنع. إلى هنا كان من الممكن أن يكون الأمر عادياً، مجرد رجل حسّن مستواه المادي، وهذا ليس بالشيء السيئ؛ ولكن مهلاً..!!

فلو كان الموضوع قد توقّف عند هذا الحد ما كنا اليوم نكتب عنه ونتذكره.. لقد كان الرجل يبحث عن شيء مختلف، أو عن لحظة مختلفة.. كان يبحث عن منتج آخر.

منتج جديد يسدّ فراغاً كبيراً، ويعالج مشكلة حيوية، ويُحدث نقلة نوعية في عالم المنتجات الغذائية، وجاءت لحظة تحوّله ليضع بصمة في الحياة برصده لمشكلة كبرى تواجه العائلات التي يولد لها أطفال مرضى، أو يعانون مشكلات في الحصول على رضاعة طبيعية من حليب الأم، واجتهد الرجل ومن خلفه مصنعُه لتقديم منتج يسدّ هذا العجز، ويحل هذه المشكلة المستعصية، التي مات بسببها العديد من الأطفال على مدار قرون طويلة.

الحليب المجفف
ولم يكتفِ الرجل برصد المشكلة وتحليلها فقط، كما نفعل نحن في الكثير من الأحيان؛ بل راح يبحث عن الحل لهذه الأزمة، وبعد أربعة وعشرين عاماً من العمل والتفكير والملاحظة وجد الفكرة المختلفة التي يبحث عنها.

وبعد محاولات متكررة كان مصيرها الفشل، جاء الفرج ونجح "هنري نستله" وشركته عام 1867 في تصنيع حليب مجفف؛ ليكون بديلاً عن لبن الأم في الحالات التي يتعذر فيها الرضاعة الطبيعية.

ولأن أية فكرة مختلفة لا بد أن تواجه مصاعب؛ فقد كان هناك رفض تلقائي من أهل سويسرا لهذه لفكرة، وبدأت الاعتراضات الرافضة لأن يحل لبن مصنّع محل حليب الأم، وكانت فترة صعبة تبثّ روح التوتر والقلق خوفاً من الفشل في قلوب أشجع الرجال؛ ولكن كالعادة فإن الناجحين عندهم من الإصرار والشجاعة ما هو أقوى من هذا التوتر وذلك الخوف.

وجاء طوق النجاة لنجاح تلك الفكرة وهذا المنتج عن طريق نجاحه في الإبقاء على حياة أحد الرضّع، وإنقاذه من الموت جوعاً؛ فأصبح هناك احترام لهذا الحليب الذي كان مغضوباً عليه، ووصل الإقبال على هذا الحليب الصناعي حدوداً غير متوقعة.

قهر الأزمة
إن المصاعب التي نواجهها عادة ما تقتل فينا هدوءنا وثقتنا بأنفسنا، وترمي بنا فريسة للفشل والانهزام؛ لكن أزمة اشتعال الحرب العالمية الأولى لم تؤثر كثيراً على "هنري" وشركته؛ على الرغم من الصعوبات التي نتجت عنها، وأثّرت على عملية النقل وتوفير المواد الأولية للتصنيع؛ فبدلاً من أن تسود قرارات الشركة روح التخبط أو التوقع، لجأت الشركة بكل هدوء إلى التوسع والانتقال إلى أسواق جديدة؛ مرتكزة على قوة فكرتها الجديدة، على أن تكون هذه الأسواق لبلدان لم تتأثر بالحرب العالمية الأولى، وغير منتظر لها أن تتأثر بها مثل الولايات المتحدة الأمريكية.

وبينما انهارت شركات، وسقطت أخرى كضحايا للحرب الدائرة، حوّل "هنري" الحرب الدائرة إلى عامل مساعد على نجاح مشروعه.

المشروب الوطني
وبعد الحرب استمرّ الرجل في التقدم بشركته إلى الأمام؛ ولكنه كان محموماً بذلك النوع من القلق الإيجابي الذي يدفعه دوماً للتفكير في فكرة جديدة يتمّ إضافتها إلى قائمة منتجات هذه الشركة النامية، ومرة أخرى يثبت أنه فعلاً يفهم احتياجات من حوله، ويفكر في حب الناس لشرب القهوة إلى درجة الإدمان؛ مع أن الكثير من هؤلاء المدمنين قد سأموا مذاقها المر، ولونها القاتم، وتأثيرها القوي، وبعضهم يرفضها من الأصل لهذه الأسباب، والأهل يمنعون أطفالهم من شربها خوفاً عليهم من تأثيرها الضار.

وسرعان ما توصّل إلى الحل بابتكار منتج جديد هو "نسكافيه"، الذي جعل من القهوة مشروباً وطنياً في أغلب بلدان العالم، وأصبح النسكافيه المشروب المفضل للجميع بما فيهم الأطفال والنساء الذين كانوا لا يستسيغون القهوة، ولم يجد الأهل بُداً من السماح لأولادهم بتناولها ولو بكميات محدودة على مدار اليوم.

وبمرور الأيام ثبّتت الشركة أقدامها، وحققت نجاحاً تلو آخر، وراحت شركة "نستله" تسابق الزمن في إنتاج الأفكار المختلفة غير المألوفة في المجال الغذائي.

وبالتأكيد أنت الآن تعرف جيداً شركة "نستله"، وغالباً فقد تذوّقت أحد أو بعض منتجاتها المتعددة
لقد حققت تلك الشركة النجاح بفضل قائدها الذي لم تمنعه ظروفه الصعبة من استكمال المشوار، ومواصلة الرحلة، وألا يترك نفسه ضحية لموجه عاتية من أمواج الفشل تسمى التوتر.

وأنت أيضاً أيها الصديق يمكنك أن تتحرك قبل أن تموت بداخلك المشاعر الطيبة مثل:
الحماس.. الطموح.. الأمل..

وإذا كانت جذوة هذه المشاعر قد خفّ توهّجها؛ فما زال بإمكانك استعادة بريقها من جديد، وتحويل أزماتك الشخصية إلى نجاحت مدوّية، أو الاستفادة من أزمات مجتمعك بحلها كما فعل "نستله"، وأرجو أن تخبرني ما هي الأزمة التي تؤرق بالك وتسعى لحلّها.
مما راق لى


semsema81 semsema81 136946_2.gif فتكات رائعة Fatakat 136946 alexandria – egypt

سبحان الله و بحمده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.