نظراً لتجسيدنا لنظام الكون اللانهائي وعيشنا في زمان ومكان غير محدود، فإن البشر قادرون على أكل كل شيء…أولاً ووفقاً لطبيعتنا الحيويّة فإننا نأكل معادن الأرض ومياهها وجميع أنواع الحياة البيولوجية، بما فيها النباتات والحيوانات.
ثانياً نستهلك الهواء والجو المحيط بكوكب الأرض وذلك عن طريق التنفس عبر كل من الجهاز التنفسي وكامل سطح الجلد.
ثالثاً نُدخل أنواعاً مختلفة من الموجات والاهتزازات الموجودة حولنا وذلك عبر لاقطات الطاقة وكامل الجسد الذي نحمله…
إن سطح جسدنا يمتص هذه الموجات لنحول بعضا منها إلى موجات إلكترومغناطيسية تدور عبر قناة الطاقة والمسارات الموجودة فيه، وتشحن هذه الموجات أعضاء الجسد وغدده وترليونات من الخلايا فيه، بعملية الشحن هذه نتحرك ونهضم طعامنا ونتنفس ونفكر ونتصرف.
وبهذا ينقسم غذاؤنا إلى قسمين:
-الجسدي (المرئي) (وهو المعادن والمياه والنباتات والحيوانات والهواء)
-الغذاء الروحي (غير المرئي) (وهو الاهتزازات والموجات ومختلف الإشعاعات.)
إننا نهضم الغذاء الجسدي أساساً عن طريق الجهازين الهضمي والتنفسي في الجهة الأمامية من الجسد (أو على السطح الخارجي) بينما نهضم الغذاء الروحي أساساً عن طريق الجهاز العصبي وشبكة مسارات الطاقة في الجهة الخلفية من الجسد (أو عميقاً في داخله)…
وبالنسبة للغذاء الجسدي فإننا نأكله على فترات أما الغذاء الروحي فإننا نأكله باستمرار. كما أن الغذاء الجسدي يتم استهلاكه بقدر محدد ولكن لا حد للغذاء الروحي.
وبين الغذاء الجسدي والروحي، أو الملموس والمحسوس، توجد علاقة متضادة ومتكاملة بينهما من ناحية النوعية والكمية التي نستهلكها.
أولاً، كلما أكلنا الغذاء الملموس أكثر قل الغذاء المحسوس الذي نأكله.
ثانياً، كلما أكلنا غذاءً ملموساً يعتمد على المواد الحيوانية قلت الموجات التي نستقبلها من بيئتنا المحيطة بنا، إن استهلاك المواد الحيوانية يميل إلى الحد من وعينا واستقبالنا من المجال اللامحدود للكون الأزلي.
ثالثاً، كلما أكلنا غذاء يعتمد على النبات زادت الموجات المُستقبَلة، فاستهلاك المواد النباتية يميل إلى توسيع رؤيتنا الفكريّة والروحيّة وتقليل مخاوفنا حيال الأمور البسيطة من العالم المادي.
في الحقيقة لا يمكننا التحكم في كميّة ونوعيّة استهلاكنا للغذاء الروحي بينما نستطيع ذلك في الغذاء الجسدي بدءاً من كيفية زراعته إلى طريقة طهيه، وبتحكمنا بكمية ونوعية الغذاء الجسدي نستطيع أن نغيّر ونقرر كمية الوعي الفكري والروحي الذي نرتقي به وإليه…
كل إنسان منا يمارس حريّته فيما يأكله ويشربه، وبما أن هناك اختلافات بسيطة في أكل كل شخص منّا فإن كل شخص مختلف عن الآخر… فلا يوجد شخصان يأكلان الطعام ذاته أو يمضغان بالطريقة ذاتها… ولكن الأشخاص الذين يأكلون نفس النظام الغذائي عموماً يفكرون ويتصرفون بطرق متشابهة.إلى حدٍّ ما…
وهذا يفسر لماذا بعض الناس أبطأ في حركاتهم والبعض أسرع، بعضهم أكثر عاطفيّة والبعض أكثر فكريّاً، بعضهم أكثر محافظة والبعض أكثر تحرراً… كل إنسان له صفات وعادات فريدة لا تشبه أحداً آخر.
ولتحقيق التوازن بين نشاطاتنا الجسديّة والعقليّة والروحيّة التي نمارسها في حياتنا اليومية لا بد أن نتغذى على نظام غذائي مناسب، نظام يعتمد على التوازن بين طاقتي الذكر والأنثى، أي تجنب المواد الحيوانية التي تُعد طاقة ذكر (أو طاقة انكماش) متطرفة وتجنب السكر والحلويات التي تُعد طاقة أنثى (أو طاقة انفلاش) متطرفة والاعتماد على الحبوب الكاملة (كالأرز والقمح والشعير…) والخضار والبقوليات (كالحمص والعدس والفاصولياء…) الطبيعة التي تُعد طاقة متوازنة بين الاثنتين (الذكر والأنثى)… فالتطرف في أحدهما فقط هو ما يؤدي إلى عدم التوازن وبالتالي يقود إلى المرض والتعاسة، ولكن بتجنّب الأطعمة المتطرّفة نحافظ على صحتنا وتكون نظرتنا للأمور قويّة، عميقة وواضحة. وليس نوع الأكل وحده فقط ولكن الاهتمام أيضاً بنظام الفصول والمبادئ الأخرى للتوازن البيئي لكي نبقى في الوسط يا أمة الوسط… ونحصل على القوة والحيوية الجسدية بالإضافة إلى التوازن الفكري والروحي…
منقول من مجلة اليكترونية
dr.yama dr.yama 46_6.gif مشرفة الموقع Fatakat 46 i wish to live in utopia – my world