أجمل ما في الربيع زهوره النضرة.. واسوأ ما فيه التقلبات الجوية ورياح الخماسين وقد تسبب هذا الطقس المتقلب في حيرة المواطنين، فتارة يكون حارا لا يطاق، فيلجأ المواطن لتخفيف ملابسه حتي تهاجمه البرودة الشديدة ليلا فتطرحه الأنفلونزا أرضا!! كما أن الهواء المحمل بالأتربة يحمل معه التهديد بالإصابة بالحساسية وأمراض الصدر. السطور القادمة تقدم روشتة للوقاية من أمراض الربيع.
تري د. مني سالم رئيس قسم طب الاطفال بجامعة عين شمس ان قدوم الربيع يرتبط بانتشار امراض معينة مثل حساسية العين والفم والانف والحلق والصدر ‘الربو’، وبعض الامراض الفيروسية الاخري مثل: الغدة النكافية والحصبة والجديري الكاذب.
وتضيف: ان امراض الحساسية التي تنتشر خلال الربيع تظهر نتيجة رد فعل الجهاز المناعي للجسم لمواد طبيعية في البيئة كحبوب اللقاح التي تتطاير في الجو وقت ازهار النباتات والاتربة فتظهر اعراض الحساسية .
وتنصح د.مني سالم بالعلاج المبكر لالتهاب الجهاز التنفسي العلوي وعلاج الجيوب الانفية، واخذ الحيطة عند عمل التمارين الرياضية وتجنب الاجواء الباردة، واستعمال موسعات للشعب الهوائية سواء علي شكل أقراص أو شراب أو بخاخ، أما بخاخات الكورتيزون فلابد من غسل الفم جيدا بعدها والغرغرة، وقصر استعمال اقراص الكورتيزون علي الحالات المتقدمة ولان الوقاية خير من العلاج فمن الافضل للمريض الذي يعاني من الحساسية الموسمية للنباتات والازهار اغلاق النوافذ والمحافظة علي النظافة لتقليل تراكم الغبار، وعدم التعامل مع الحيوانات الاليفة، مع غسل الجسم بصورة منتظمة وتغيير أغطية الفراش باستمرار.
أخطاء شائعة
أما د.نبيل ربيع رئيس قسم الأنف والاذن والحنجرة بجامعة عين شمس فيؤكد ان هناك خطأ شائعا ان حساسية الانف تنتقل للصدر لكن الحقيقة ان حساسية العين أو الانف أو الصدر تتعلق بمدي استعداد الشخص للاصابة بالحساسية لكنها تستهدف عضوا معينا في جسم المريض وربما أكثر من عضو لكن المرض ليس له دورة محددة، وتختلف الحساسية في الكبار عن حساسية الصغار
اما الحساسية الصدرية فيتحدث عنها د.عادل صلاح احمد استاذ ورئيس قسم الحساسية والصدر بطب الزقازيق فيقول: انها تنتج عن التهاب مزمن بالشعب الهوائية عندما يتعرض الانسان لمهيجات الشعب سواء من الاتربة أو الروائح النفاذة أو حبوب اللقاح مما يسبب نزلات البرد والتهابات الجهاز التنفسي العلوي. وتلعب العوامل الوراثية دورا هاما مع العوامل البيئية من الاصابة بالحساسية، وإذا أهمل الانسان في علاج نزلات البرد وتعرض لمهيجات الحساسية فسوف يؤدي ذلك للاصابة بالربو الشعبي.
وينصح د.عادل بالوقاية من نزلات البرد المتكررة وعلاجها فورا، مع التطعيم ضد الانفلونزا قبل بداية فصل الشتاء وعدم التعرض لمهيجات الشعب الهوائية، وقد تقدمت اساليب العلاج بالحساسية الصدرية خاصة في مجال البخاخات التي تستخدم للحالات البسيطة والحالات الشديدة. ولان العين من أكثر أعضاء الجسم تأثرا بأتربة الربيع يري د.ايهاب الريس استاذ امراض العيون ان امراض حساسية الربيع تنتشر في فترة تغيير الفصول نتيجة تعرض الاغشية المخاطية المبطنة لسطح العين لمسببات الحساسية وانتشار حبوب اللقاح واشعة الشمس وعوادم السيارات والتدخين والتلوث مما يسبب احمرار العين والحكة والشعور بوجود خشونة أو رمل داخل العين، وتتفاوت شكاوي المرضي من اعراض الحساسية بداية من احمرار العين إلي حد الحكة الشديدة وعدم تقبل الضوء لحدوث التهاب ثانوي لسطح القرنية، وتنتشر الحساسية بصفة خاصة لدي الاطفال لضعف الجهاز المناعي ولتعرض الاطفال لمياه حمامات السباحة، لهذا ننصح باستخدام نظارات السباحة والنظارات الشمسية لحماية العين من الاشعة الضارة التي تهيج الاغشية المخاطية للعين، وغالبا ما يتم علاج حساسية العين باستعمال قطرات مضادة للاحتقان، ويمكن اضافة قطرات مضادة للهستامين وهي المادة التي تشارك في الحساسية واحمرار العين والحكة، ونادرا ما يحتاج المريض لقطرات بها مادة الكورتيزون. لكن العلاج يجب ان يتم تحت اشراف الطبيب ولفترة محددة ولايجب ان يكررها المريض من تلقاء نفسه، وكل ربيع ونحن بعيدون عن الامراض ‘قدر الامكان’.
ملابس مناسبة
من جانبه يوضح الدكتور المرسي أحمد المرسي * عميد طب بني سويف واستاذ الصحة العامة * ان الفترة بين الفصول الباردة والحارة تنشط فيها المسببات العضوية للامراض مثل الفيروسات والبكتريا، حيث تنشط هذه المسببات وتتكاثر. يضيف د.المرسي ان تغير درجات الحرارة يجعل مقاومة الانسان للامراض ضعيفة، ويؤثر في مقاومة الانسان للامراض، كما يؤثر في مداخل الامراض مثل الاغشية المخاطية في الانف والجهاز التنفسي، كما تكبر مسببات امراض الحساسية، خاصة للاطفال، كما يكون كبار السن عرضة للاصابة بالانفلونزا ونزلات البرد الشديدة.
ويحذر د.المرسي من التسرع في تخفيف الملابس اعتمادا علي الارتفاع في درجات الحرارة، مشيرا إلي أن تقلب الطقس ينبغي أن يجعلنا أكثر حرصا في ارتداء الملابس، ونرتدي دائما ما يتلاءم مع الاحوال الجوية
غذاء متوازن
وتتفق الدكتورة ليلي كامل * استاذ الصحة العامة بطب قصر العيني * مع الرأي السابق مشيرة إلي ضرورة التحفظ قبل التخفيف من الملابس، والحرص علي ارتداء ملابس تلائم حالة الطقس سواء حارة أو باردة. وتستطرد د.ليلي قائلة ان هذه الفترة البينية بين الفصول تتسم بالتقلبات المستمرة وتكثر في الربيع امراض الطفولة مثل الحصبة والغدة النكافية والجديري بالاضافة إلي نزلات البرد والامراض التي يتسبب فيها ‘الرذاذ’ بالجهاز التنفسي.
وتؤكد الدكتورة ليلي ان الوجبة الغذائية يجب أن تحتوي علي العناصر الغذائية الضرورية، بحيث يشمل مجموعات متكاملة من الغذاء، مثل مجموعات بناء الجسم التي توجد في البروتينات، ومجموعات الطاقة وتتوافر في النشويات، ومجموعات الخضراوات والفواكه
منقول
__________________
مشموشة 77 مشموشة 77 57964_8.gif ملكة فتكات Fatakat 57964 الكويت – فتكات