تخطى إلى المحتوى

موضوعى فى مسابقه حراسة تاريخ امتي -2-

طوال عشرين عامًا أو أكثر، والإخوان يواجهون زيادة استبداد النظام بشتى الوسائل السياسية والنضال الدستوري، يطالبون بالحرية والعدالة وتطبيق شرع الله.. وأخذ النظام في توسيع مساحة التضييق والحصار عليهم. وبدأ في حملة الاعتقالات الموسعة، وعقد المحاكمات منذ عام 1993م، وشمل ذلك حتى نهاية حكمه حوالي 30 ألف معتقل وسجين، واستشهد منهم أفراد، بالإضافة إلى آلاف الحالات من مصادرة الممتلكات والشركات، ومنع السفر إلى الخارج، ومنع التعيين في أماكن يستحقها أفراد الإخوان، والنقل التعسفي، وصور التضييق المختلفة، لكن اعتمد الإخوان في مواجهة ذلك سياسة الصمود والثبات، وعدم التراجع والاستفادة من أي أحداث أو مستجدات للتمسك بالمواقع والمنافذ وتفعيلها، واعتبار دخول الانتخابات والحراك السياسي في المجتمع إستراتيجية ثابتة لها، رغم التضحيات الضخمة من إنفاق مالي، واعتقالات لأعداد كبيرة، وإصابات لأفرادها ومؤيديها، ونتائج هزيلة نتيجة تزييف إرادة الشعب، بل حصار اجتماعي، وهجوم إعلامي لأي منفذ أو شخصية سياسية تنتمي إليها. ولم يصبح همُّ الإعلام المصري إلا تشويه صورة الإخوان.


نزل الإخوان المسلمون بثقلهم إلى الشارع طوال عشرين سنة سابقة، وتبنوا كل قضايا الأمة من رفع حالة الطوارئ، والمطالبة بالحريات، ورفع القبضة الأمنية، ورفض تزييف إرادة الأمة.. إلخ، بالإضافة إلى القضايا القومية الخاصة بقضية فلسطين، أو ما تتعرض له البلاد العربية من عدوان.

لكن مساحة التفاعل الجماهيري ونزولها معهم كانت ضعيفة؛ نتيجة لوجود حاجز الخوف عندهم. ولم يثن هذا الإخوان عن ذلك، فكان صبرًا جميلاً، ولم يفقدوا الأمل في الشعب، فواصلوا الأداء نفسه مع ما تكبدوه من اعتقالات وتضحيات وشهداء في التعذيب، أو على أيدي قوات الأمن.. وكانت حركتهم مع الشباب وطلاب الجامعات كبيرة، فلم تخلُ سنة من مظاهرات عارمة داخل الجامعات، رغم قرارات الفصل والإحالة للتحقيق، ومنع أي انتخابات طلابية حرة.

في خطة الإخوان المرحلية (2017 – 2024م)، كان من أهداف الخطة في المحور السياسي، تفعيل الشارع والتعاون مع كل القوى السياسية والوطنية؛ لتوسيع مساحة الحريات، وتقديم مبادرات الإصلاح. وكانت مظاهرات الإصلاح في أوائل مايو 2024، والتي نزل فيها أكثر من مائة ألف من الإخوان في جميع محافظات مصر، واعتقل على أثرها منهم ثلاثة آلاف في أسبوع واحد، وكذلك نزولهم بالآلاف في القاهرة دفاعًا عن قضاة مصر، وتم القبض فيها على ثلاثة من أعضاء مكتب الإرشاد من الشارع.

في خطة مرحلة (2017 – 2024م) تم وضع أهداف منها: تبني ريادة الحراك السياسي المطالب بالإصلاح والحريات، وتفعيل المطالب الفئوية، ومد جسور التعاون مع كل الحركات الوطنية.

وفي بداية عام 2024م تم إضافة تفعيل وسائل الضغط على النظام، واستخدام وسائل أعلى في الضغط عليه؛ لمنع صور الاستبداد التي يمارسها.

وفي انتخابات 2024م كان الإخوان يعلمون نية النظام بالتزوير الفاضح؛ لكنهم أرادوا كشفه بها.. أصدر الإخوان أوامرهم بارتفاع سقف مواجهة النظام باعتصامات ومظاهرات حاشدة عقب التزوير، لكن لم يكن التنفيذ على المستوى المطلوب؛ بسبب القبضة الأمنية، وخوف الناس وإرهاقهم مما حدث في الانتخابات.

كل هذا التاريخ وأحداثه، كان يرسخ عند الجماهير صورًا ومعاني معينة داخلها دون أن تظهر في الحال ثمارها.. لكن الإخوان لم يفقدوا الأمل في يوم من الأيام.. كان الإخوان غير بعيدين عن الدعوة إلى الخامس والعشرين من يناير لكن دون ظهور أو ضجيج.

وأيضًا نشير إلى أن تفعيل الدعوة بين الشباب لهذا الأمر تولى صلبها الأساسي إحدى وحدات الإخوان المسلمين، وكانت بدايتها في 2024م؛ حيث شكل الإخوان من الشباب في محافظة الدقهلية وحدة إعلامية على الفضاء الإلكتروني لا تعلن هويتها الإخوانية، تتولى رصد حركة الانتخابات بصورة محايدة، وتتواصل مع الإعلام بصورة فَعَّالة. ونجحت في ذلك بدرجة كبيرة، فتم تطويرها، ودعمها بأن أصبحت وحدة مركزية تابعة لقسم الطلبة، وتتحرك مركزيًا بالإطار نفسه الذي وُضع لها.

ثم في عام 2024 ظهرت مجموعة جديدة من شباب الإخوان والنشطاء المستقلين على الانترنت وكونوا فريق عمل سمي بــ (مجموعة رصد) وكان لها دور جيد في تغطية انتخابات 2024م، من خلال التواصل مع المجموعات الإخوانية الناشطة في المحافظات في هذا المجال، وهذه الوحدة شاركت في تفعيل الدعوة إلى الخامس والعشرين من يناير بدرجة جيدة، بلغت التواصل مع ربع مليون فرد.

وكان التوجيه لأفراد الإخوان إنشاء كيانات مختلفة وتشكيلها مع القوى الوطنية والسياسية؛ لتحقيق مطالب الشعب بشأن الحريات.

أما ما حدث في الخامس والعشرين من يناير فكان مفاجأة للجميع، ولا يستطيع أحد أن يدعي أنه صاحبه، أو أنه خطط له. نعم شارك فيه الإخوان، وشارك فيه جميع فئات الشعب، لكن الحدث نفسه وتصوره وتوقعه كان مفاجأة!!.

إنه قدر الله ومشيئته وتفضله على مصر بهذه الثورة، وبالتالي لا يمكن للإخوان أو غيرهم أن يدعي أنه صاحب الثورة أو مفجرها، إنما هي إرادة الله، ثم إرادة شعب مصر العظيم وتضحياته.

لم يكن هناك قيادة أو تنظيم مسئول عن اندفاع الجماهير بالمعنى التنظيمي، وإنما كانت القيادة في الفكرة والمبدأ، وكان وعي الجماهير وترابطهم على أعلى مستوى؛ حيث توحدوا حول المطالب والشعارات. كانت الهتافات من أول يوم: "الشعب يريد إسقاط النظام"، نعم كان هناك خدمات وترتيبات وإجراءات تنظيمية تساعد على حركة الجماهير واعتصامها، وهذه قام الإخوان بدورهم فيها على أكمل وجه، لكن الانطلاقة نفسها لم تكن نتيجة أيِّ تنظيم.. إن يد الله وقدرته هي التي جمعتهم ووحدتهم وباركت جهادهم.

في يوم الأربعاء 19 يناير– قبل الثورة– أصدر الإخوان بيانًا هامًا لهم، به مطالب عشر للإصلاح تعبر عن مطالب الشعب، والتي نادى بها في ثورته المباركة. وقبلها بعدة شهور قادوا حملة توقيعات للإصلاح قاربت على المليون.

وفي يومي الخميس والسبت20، 22 يناير، قامت أمن الدولة باستدعاء مسئولي المحافظات من الإخوان؛ لتهديدهم بالاعتقال، بل القتل، وإنذارهم بعدم نزول الإخوان إلى الشارع، وأن هذا خطٌ أحمر، وردَّ جميع المسئولين برفض هذا التهديد، وأصدر الإخوان بيانًا في يوم الأحد 23 يناير يرفض هذا التهديد، ويطالب بالإصلاح، ويؤكد على المطالب العشرة في بيان 19 يناير، وأننا سنكون مع الشعب في كل الأنشطة التي تقربه من ساعة الحرية، وإن غدًا لناظره قريب (حسب نصِّ البيان).

في يوم السبت 22 يناير، اتخذ مكتب الإرشاد في اجتماع خاص (بأحد الشقق غير المتابعة أمنيًا) قرار المشاركة في وقفتين يوم 25 يناير، واحدة عند دار القضاء العالي بالرموز السياسية، والأخرى مشاركة شباب الإخوان في وقفة عند الداخلية يوم 25 يناير؛ حيث كانت الدعوة خاصة بالشباب.

لكن ما حدث يومها كان هو نزول عشرات ومئات من الشباب في القاهرة في أماكن عدة وفي حوالي 14 محافظة، وشارك معهم شباب الإخوان، وتحركوا في مظاهرات بدأت صغيرة، لم يتعرض لها الأمن في البداية حسب خطتهم لاستيعابها. فإذا بالشعب وهو يشاهدهم يتحركون ويهتفون، يندفع معهم من كل الأعمار والفئات، وقد انكسر عنده حاجز الخوف. وعندما بدأت قوات الأمن في مواجهتهم عند المغرب بالقوة، كان الحاجز قد اختفى من داخلهم، وحلَّ مكانه روح الثورة والصمود والتضحية.

لقد كان لثورة تونس أثر في قلوب المصريين، وهو إحياء الأمل في أن الشعب يمكن أن يُغَيِّر الظلم ويواجهه. وجاء نزول الشباب ونجاحه في الحركة في الشارع ليكسر حاجز الخوف عند الشعب لتنطلق الثورة.. لقد كانت ثورة حقيقية من تدبير الله، أشعل شرارتها الشباب، وشاركه فيها جميع طوائف الشعب من كل الأعمار والاتجاهات منذ أول يوم.

كانت المظاهرة الشعبية في يوم الثلاثاء 25 يناير نموذجًا رائعًا من التحضر والوعي، فلم تُحطَّم سيارة واحدة، أو يُنهب أي محل، أو تُلقى طوبة على أي مؤسسة؛ لكن إدخال الأمن للبلطجية حسب خطتهم بعد ذلك ظهر في الأيام التالية.

في يومي الأربعاء والخميس كانت المناوشات والنزول إلى الشارع مستمرًا، لكن كان الأمر يحتاج إلى رؤية بعيدة المدى.

يوم الأربعاء 26 يناير اتخذ مكتب الإرشاد قرارًا تاريخيًّا في حياة الدعوة، وفي حياة مصر، كان القرار أن يكون ذلك بداية الثورة والانتفاضة الشعبية، وأن يتم دعمها بكل الطرق، وأن نعمل على استمرار هذا الزخم، وذلك التحرك الجماهيري؛ حتى تتحقق الأهداف كاملة، ولو استمر ذلك عدة أشهر.. وأن الأمر يحتاج إلى دعوة لحشد كبير يوم الجمعة 28 يناير في التحرير والمحافظات ليستمر بعد ذلك.
وكان ضمن الرؤية الإستراتيجية للجماعة في هذا الحدث أن تحرص على وحدة قوى الشعب، وأن تحرص على عدم ظهور قيادة الإخوان أو شعاراتهم بصورة سافرة في الميدان، أو تصبغه بصبغتها، حتى نفوت على النظام خطته بأنها صراع بينه وبين الإخوان، وأن نظهر أن هذه ثورة الشعب بكل أطيافه وليست لفريق منه.

وسلك الإخوان طريقين لإخراج هذه الدعوة؛ بحيث لا تنسب إليهم مباشرة، اتصلوا بالجمعية الوطنية– وهم أعضاء فيها– لتصدر بيانًا تتبنى هذه الدعوة، وكذلك تم تحريك مجموعة "رصد"؛ لتولي تفعيل هذه الدعوة مع الشباب على الفضاء الإلكتروني، وإعطاء التعليمات للمحافظات بالاهتمام بالحشد وتحريك الجماهير في هذا اليوم.

تم إبلاغ جميع مسئولي المحافظات يوم الأربعاء 26 يناير مساءً– في لقاء طارئ مع المشرفين عليهم– بخطة التحرك وأهدافها، وأن يعدوا أنفسهم لحراك طويل، وتوضيح الضوابط التي تحكمه، وتم تقسيم أعضاء المكتب الإداري بكل محافظة إلى قسمين: جزء يتواجد في ميدان التحرير بصورة مستمرة مع الحشد الذي يتوجه من المحافظة، وجزء آخر يبقى في المحافظة لإدارة الحراك داخلها، وترتيب المظاهرات، وأن يتم توزيع الجهد بطريقة متوازنة بين دعم ميدان التحرير بالآلاف، وبين الحشد المطلوب في المحافظات.

وبالنسبة إلى ميدان التحرير، فقد نظم الإخوان بسرعة وحدات الخدمات اللازمة من الإعاشة والمستشفى الميداني، والجهاز الإعلامي من منصات وساوندات، ووحدات للحراسة والسيطرة على مداخل الميدان.. إلخ، وذلك بالتعاون مع العناصر المناسبة من الجماهير المحتشدة.

في الوقت نفسه استمر انعقاد مكتب الإرشاد بصورة مستمرة في غير مكانه التقليدي، متجنبًا محاولة إعاقة حركة أفراده من قِبل الأمن، وكذلك تعرض مقر مكتب الإرشاد في المنيل لهجوم كان وراءه الأمن.

عقب يوم الجمعة، ونجاح الحشد الجماهيري، أصدر الإخوان بيانًا في يوم السبت 29 يناير عن ضرورة تشكيل حكومة وطنية انتقالية من غير الحزب الوطني، تتولى إدارة أمور البلاد، وإجراء انتخابات، ونقل السلطة بشكل سلمي، مع استمرار الثورة حتى تتحقق جميع المطالب غير منقوصة (حسب نصِّ البيان).

ودعا الإخوان في يوم الثلاثاء 1 فبراير إلى حشد مليوني في ميدان التحرير– ردًّا على خطاب مبارك العاطفي– وإسقاط شرعية النظام المدَّعاة، وضرورة تنحي الرئيس فورًا عن الحكم، وطالبوا في بيانهم بإجراءات محددة لكيفية انتقال السلطة.

رتَّبَ الأمن عدة آلاف بلغت حوالي من 12 إلى 15 ألفًا من رجال الأمن بالزيِّ المدني والبلطجية ورجال الحزب الوطني، ومعهم خيول وجِمال وسيارات، ومسلحين بمختلف أنواع الأسلحة المناسبة؛ للهجوم على ميدان التحرير والاستيلاء عليه– لإظهار أن الشعب هو الذي قام بذلك– مع دعمهم بالقناصة من الحرس الجمهوري والقوات الخاصة من فوق أسطح المنازل، وكذلك استخدام القنابل والزجاجات الحارقة، مستغلين قلة العدد الموجود.

وقد تصدى ببسالة شباب الإخوان من المحافظات، ومعهم عدد من شباب القاهرة، وتمكنوا من صدِّ الهجمة وإقفال ميدان التحرير. وقد سارع الإخوان– بناءً على تعليمات مكتب الإرشاد– بإعادة الحشد في القاهرة خلال ساعتين، ثم جلبوا الآلاف من المحافظات القريبة لملء الميدان وإعادة التوازن عند الفجر. وكان فضل الله كبيرًا في كيفية نجاح هذه المجموعة القليلة من شباب الثورة ورجالها في التصدي لمخطط النظام وإفشاله.

كان الجيش حتى هذه اللحظة على موقف الحياد بعد انتشاره وتواجده في الشوارع، وحول الميدان، وهنا قرر مبارك– بعد فشل ما يُسمى بموقعة الجمل– فأصدر أوامره للجيش أن يقتحم الميدان ويخليه من الجماهير.. وعندما ردُّوا عليه أن الضحايا ستزيد على مائة ألف أصرَّ على قراره. لم تكن الجماهير في حالتها الثورية تلك تجري أو تهرب من الرصاص، بل كانت تتقدم وتواجهه بصدورها العارية، وقد عمت روح الاستشهاد والتضحية جميع الحشود، وكان الشهيد قبل أن يلفظ أنفاسه يطلب من الله أن يقبل شهادته.

وهنا يسجل التاريخ موقفُا عظيمًا لقيادة الجيش المصري؛ حيث كان أمامه أحد خيارين، إما أن ينفذ أوامر الحاكم والقائد العسكري، فيمزق أجساد مئات الآلاف من المصريين في الميدان، أو يرفض وفي هذا سيكون متمردًا على القرار، ويكون لمبارك محاكمتهم عسكريًا وإعدامهم.

كان قرار المجلس العسكري قرارًا ثوريًا؛ لأنهم يعلمون جيدًا أنه إذا فشلت الثورة فهم أول من سيتم إعدامهم؛ بل ترددت أنباء عن أن مبارك أصدرًا قرارًا بإقالة المشير.. هنا تحرك المجلس العسكري بسرعة وأصرَّ على ضرورة تنحي الرئيس فورًا– رغم أن هذا لم يكن يلقى قبولاً من أمريكا – ورفض الرئيس مبارك الموافقة على ذلك سواء كتابة أو بصوته، فلم يكن من الجيش إلا أن أعلن تنحيه، وتحفظ عليه في شرم الشيخ. وبالتالي حققت الثورة المصرية أهم أهدافها السياسية بإسقاط رمز النظام، وأصبحت أمريكا أمام أمر واقع تتعامل معه.

وأود أن أشير أنه عندما غابت الإخوان عن بعض أيام الجمعة بعد إزاحة مبارك وحكومته؛ نتيجة عدم التنسيق معها، ظهر مدى الفرق في القدرة على الحشد والتنظيم في أيام الجُمَع التي نزلت فيها، والذي كان واضحًا في أيام الثورة الأولى، وهذا يوضح أنهم كانوا فصيلاً أساسيًّا له حجمه وثقله الكبير في الثورة، رغم مغالطة البعض لهذه الحقيقة.

هذه بعض الأضواء أسجلها حتى لا تضيع في غمرة الضجيج الإعلامي، الذي بعضه ينسى أو يتناسى الحقائق

اما عن قتلى الاخوان اثناء الثورة فهم كُثر ونسأل الله ان يتقبل كل من قُتل صامدا امام الفساد والظلم فى الشهداء

نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر

عبد الكريم احمد رجب

موضوعى فى مسابقه حراسة تاريخ امتي -2-

شهيد من شهداء شباب جماعة الإخوان المسلمين في ثورة 25 يناير 2024م، قدم نفسه فداءً لهذا الوطن من أجل دفع الظلم ومحاربته، وهو شاب أزهري اسمه "عبد الكريم أحمد رجب" الطالب بالفرقة الرابعة بكلية العلوم جامعة الأزهر، من مواليد عام 1987م، وهو ابن قرية "الصنافين" بمنيا القمح محافظة الشرقية.

قال د. صفوت حجازي إن "عبد الكريم" بعد أن صلى بنا التفت إليَّ وسألني وقال: "هل لو متنا يا شيخ سنكون من الشهداء؟"، فأجبته بنعم، فسأل مرة أخرى: وما الدليل؟، فذكرت له الدليل، فنظر إليَّ نظرة تحمل الكثير من المعاني وقال: "والله يا شيخ ما خرجت إلا لأقول كلمة حق في وجه الظالم"، ويضيف د. حجازي "ناشدني عبد الكريم بأني إذا مت قبله أن أسلم له على سيدنا حمزة وبالمثل رددتها له أنه إن مات قبلي فليسلم لي على سيدنا حمزة".

يتحدث "د. صفوت حجازي" الداعية الإسلامي عن عبد الكريم، وقصة استشهاده في الميدان قائلاً: "كنا في يوم الأربعاء عند المتارس الأول بميدان "عبد المنعم رياض"، وكنَّا صلينا الفجر متأخرين لأننا انقسمنا إلى مجموعات؛ مجموعة صلت قبلنا وبقينا وبعد ذلك صلينا نحن وبقوا هم للحراسة، وكان عبد الكريم معي في مجموعتي وكنا نتعارف أنا والشباب، وكان عبد الكريم بينهم، وعلمت أنه شاب أزهري يحفظ تقريبا 25 جزءًا من القرآن الكريم، وكان صوته "حلو ومؤثر"، حتى إنه أثناء رمينا الحجارة كان يقوم بترتيل القرآن الكريم، وهو يقذف بها، ولذلك أصررت على أن يؤمنا في صلاة الفجر.

ويكمل د. حجازي أن عبد الكريم انصرف عنه وحينما سأله إلى أين يذهب؟، فأجابه بأنه ذاهب حتى يسلم على سيدنا حمزة، ولم يكد يكمل "عبد الكريم" كلمته حتى تلقى رصاصة في رأسه أردته قتيلاً، ورائحة المسك تفوح من دمه".

هكذا استشهد عبد الكريم الذي لم يتوان عن قول الحق في وجه السلطان الجائر، ولم يكن عبد الكريم ذا خلق سيئ مع أهله وأصدقائه، بل كان عفيف المعاملة مع كل من حوله، ولهذا شهد له أشقاؤه وأصدقاؤه بذلك

ما يميز الشهيد عبد الكريم رجب عن غيره هو وصيته، فقد أوصى عبد الكريم أهله- في وصية مكتوبة- أن يكثروا من الصدقات عليه، وخاصة الصدقات الجارية، وأن يستقبلوا خبر استشهاده بالفرح والسرور، وأن يجعلوها دعوة من أجل التضحية والبذل لهذا الدين وهذا الوطن.

وطالب "عبد الكريم" في وصيته أن يسامحه كلُّ من أخطأ في حقه سواء كان عن عَمْد أو من دون قصد، كما اعتذر لأهله أنه خرج للمشاركة في المظاهرات وقت الثورة من دون إذنهم ولكن دين الله أغلى من كل شيء فهو دين من خلقنا، مستشهدًا بحديث النبي أن "خير الجهاد كلمة حق في وجه سلطان جائر

اذا لم يعمل المقطع فاضغطي هنا

الشهيد باذن الله
مصطفى الصاوى
موضوعى فى مسابقه حراسة تاريخ امتي -2-
"أنا ذاهب لأستشهد غدًا يا أمي، فكيف تريدين مني عدم النزول للمظاهرة؟!".. "سأتزوج غدًا من خارج الدنيا بإذن الله".. تلك كانت آخر كلمات تفوَّه بها الشهيد مصطفى الصاوي، في يوم الخميس 27/1/2016م، قبل استشهاده في الثورة المصرية بـ24 ساعة فقط"!.

الشهيد مصطفى الصاوي، يبلغ من العمر 26 عامًا، وهو خريج كلية التجارة، يقطن بالعقار رقم 18 بشارع الجامع بالحوتية في منطقة العجوزة، ترتيبه الرابع بين إخوته الخمسة: منى (34 عامًا)، وإيهاب (32 عامًا)، ومريم (29 عامًا)، ومروان (10 أعوام).

مصطفى.. إمام مسجد الحصري بالعجوزة، ويؤمُّ المصلين في الكثير من المساجد الأخرى، وهو يحفِّظ القرآن لعشرات الأطفال بالمنطقة، وفي الأسبوع الأخير من حياته كلما عرض عليه أحدٌ الزواج كان يبتسم ويجيبه بيقين تام بأنه سيتزوج قريبًا "من خارج الدنيا"!.

يقول محمد صديق مصطفى
"مصطفى خدوم إلى درجة لم تتخيلوها، فعندما كنا على كوبري قصر النيل قبل استشهاده بدقائق، كان يوزِّع كل الكمامات التي يمتلكها على الناس من حوله، حتى إن أحد أصدقائه قال له اترك بعض الكمامات لأصدقائنا الذين لم يلتحقوا بنا بعد، فأجابه مصطفى كل من هم هنا إخواننا وأصدقاؤنا وأحباؤنا، واجتمعنا من أجل غاية واحدة".

ويؤكد أن سلوك الشهيد كان القرآن؛ حيث دائمًا ما كان يُسمع ما حفظه من القرآن أثناء سيره، أو يردِّد أناشيد وابتهالات، فهو حقًّا كان يصدق فيه قول الرسول صلى الله عليه وسلم فيما معناه "إذا رأيته يذكرك بالله"، وكثير من معارفنا وأقاربنا كانوا دائمًا ما يقولون إن مصطفى لن يموت إلا شهيدًا".

قصة استشهاد مصطفى كما يرويها صديقه محمد

"تحركنا من مسجد مصطفى محمود، وأول نقطة احتكَّ بنا الأمن المركزي فيها كانت على كوبري الجلاء؛ حيث ضربنا بالقنابل المسيلة للدموع، وقابلت لواء شرطة اسمه سعيد شلبي، رئيس قسم العجوزة السابق ومساعد وزير حالي، احتكَّ بي قديمًا في الانتخابات، وأصرَّ على طردي من لجنة الفرز ودفعني، واحترمته؛ لأنه رجل كبير في السن، وفي تلك المظاهرة وجدته مصابًا من جرَّاء القنابل بحالة اختناق وملقًى على الأرض، فالتقطته من وسط المواطنين، ونقلته بنفسي أنا ومصطفى إلى مستشفى الشرطة".

لحظة استشهاده ويستكمل قائلاً: "عدت مرةً أخرى للمظاهرة عند كوبري قصر النيل بالقرب من الأوبرا، بعد أن اطمأننت على اللواء، وتوالت إصابات المتظاهرين، فرأيت رجلاً فوق الستين من عمره مصابًا بخراطيش في وجهه، وأخفيت ملامح وجهه بسبب الدماء كأننا في حرب غزة، فرفعناه على مقعد ونقلناه إلى فندق بجوار الأوبرا؛ حيث كان يتم تجميع المصابين، فقابلت صديقًا لي هناك، وقال لي ادع لمصطفى لأنه أصيب إصابة شديدة، فاستغرقت في التفكير هل أترك هذا الرجل المسنّ، وأذهب إلى مصطفى أم ماذا أفعل؟!، وكل ما جال بخاطري أن إصابة مصطفى بسيطة بإذن الله".

ويضيف: "سألت المتظاهرين على مصطفى فقالوا لي: إنهم ذهبوا به إلى مستشفى "الأنجلو أمريكان"، فما إن وصلت وجدت أناسًا يقولون لشقيقي لا تتركوا حقَّه، فجريت إليه وسألته ماذا حدث؟ وحقّ من الذي تتحدثون عنه؟، فقال لي: مصطفى الصاوي استُشهد، وهو أول من استُشهد على كوبري قصر النيل.

ويروي تلك اللحظات فيقول: "ما إن تلقيت الخبر لم أشعر بنفسي، وكل ما دار بذهني وقتها حادثة خالد سعيد، فخشيت أن يشهِّروا بمصطفى على أنه مجرم، أو متعاطٍ للمخدرات، أو غيرها من تلك الاتهامات الباطلة التي يسوِّقونها، فقرَّرت المبيت بجوار جثمانه".

ويشير إلى أن الأطباء في المستشفى أخبروه أن إصبع مصطفى كان على وضع الشهادة منذ ما جاء، وتجمَّد على تلك الحال.

ويضيف: "على الرغم من أن أغلب العاملين في المستشفى من المسيحيين فإن تعاملهم كان في قمة الأدب والاحترام، والداخلية الفاشلة ووزيرها المجرم هم من كانوا يريدون إشعال الفتن بيننا وبينهم".

ويتابع: إن تقرير الطب الشرعي أثبت إصابته بطلقات نارية "رشية" حيوية بمنطقة الصدر، ونتج منها 25 ثقبًا.
ويختتم حديثه: "استشهاد مصطفى زاد من حب أهالي الحي والمناطق المجاورة في جماعة الإخوان التي كان يمثلها مصطفى؛ حيث أدركوا أن النظام البائد هو من كان يستخدم فزَّاعة الإخوان؛ لعلمه بشعبيتهم وحب الناس لهم إذا ما كشف الغطاء عن رموز النظام".

اذا لم يعمل المقطع فاضغطي هنا

اذا لم يعمل المقطع فاضغطي هنا

اذا لم يعمل المقطع فاضغطي هنا

اذا لم يعمل المقطع فاضغطي هنا

موضوعى فى مسابقه حراسة تاريخ امتي -2-

وردة أخرى تفتحت في بستان شباب الإخوان المسلمين في أحداث ثورة 25 يناير 2024م من أجل هذا الوطن ورفعته، ومن أجل أن نحصل على حريتنا وكرامتنا المفقودة، ولم تكن الزهرة المفقودة هذه المرة من القاهرة؛ ولكنها من شجرة في غرب بستان مصر الغدير من محافظة البحيرة، اسمه "يحيى الجزار" ابن "حوش عيسى" بمحافظة البحيرة.
وهو المركز الذي شهد أحداث إطلاق النار على مسيرة الإخوان في انتخابات الشورى 2024م، والشهيد خريج كلية التجارة بجامعة دمنهور عام 2024م، ويبلغ من العمر 23 عامًا، وكان يعمل بإحدى المدارس الخاصة كمدرس رياضيات للمرحلة الإعدادية، ولم يمض على عمله سوى فصل دراسي واحد فقط، استشهد يوم 2 فبراير بموقعة الجمل بفعل رصاصة قناصة أُطلقت عليه واخترقت رأسه فأردته شهيدًا في الحال، وخلف وراءه الألم والحزن الشديد الذي أعقبه الفرح بعد سقوط الطاغية حسني مبارك.

ويروي عنه شقيقه أنه كان مثالاً ونموذجًا للأخلاق في كل شيء، وأننا إذا أردنا أن نذكر الأخلاق فلا بدَّ أن نذكر يحيى، فقد كان نعم الشخص الخلوق المهتم بدينه المحافظ عليه، وكان لحسن خلقه مردود عند الناس حينما فوجئوا بنبأ استشهاده؛ حيث خرج الأهالي للمشاركة في جنازته بأعداد مهولة تشيع جثمان الشهيد الطاهر الذي ضحى بحياته من أجل أن يحيوا هم بكرامة

وحول مجهوده ونشاطه الدعوي فكل من تواصلنا معهم أجمعوا على أن الشهيد كان مسئولاً عن أحد المساجد هو ومجموعة من إخوانه، وفي إحدى المرات وأثناء التحضير للبرنامج الرمضاني حدث خلاف بين مجموعة من الإخوان المسئولين عن المسجد على ترتيب برامج اليوم وتطور الأمر إلى سوء تفاهم، وظهر في هذا الوقت خلقه العظيم ألا وهو اللين والرفق والمحبة، حتى بادر بنزع فتيل هذا الخلاف؛ حتى لا يترك أخًا له في الله بينهما سوء تفاهم، وقد كان ذا مبادرات وابتكارات في برنامج المسجد

اذا لم يعمل المقطع فاضغطي هنا

اذا لم يعمل المقطع فاضغطي هنا

رحم الله كل من قُتل فى سبيلك يا بلدى

واسأل الله ان يتقبلهم فى الشهداء وان يرزقهم الفردوس الأعلى

*دوما لك الحمد* *دوما لك الحمد* 24649_83.gif اللهم ردنى إليك ردا جميلا Fatakat 24649 فى حضن جوزى وولادى – بيتى مملكتى

سبحان الله و بحمده

الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.