تلخيص الحلقة 16 من احداث النهاية 2024.

الحلقة السادسة عشر

أتحدث عن العلامات الصغري للساعة, ما رواه الأمام أحمد في مسنده و الحاكم في مستدركه بسند صحيح من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه و أله و سلم قال "بين يدي الساعة تسليم الخاصة و فشو التجارة حتي تشارك المرأة زوجها في التجارة" , "بين يدي الساعة تسليم الخاصة" يعني إيه؟ في رواية أخري في مسند الأمام أحمد بسند صحيح من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أيضا أن النبي صلي الله عليه و سلم قال "إن من أشراط الساعة أن يسلم الرجل علي الرجل لا يسلم عليه إلا للمعرفة" يا الله "إن من أشراط الساعة أن يسلم الرجل علي الرجل لا يسلم عليه إلا للمعرفة"

و قد وقع هذا بصورة واضحة فقد تري المسلم مع أخيه المسلم في بيت واحد من بيوت الله جل و علا بل يصلي إلى جواره خلف إمام واحد و لقبلة واحدة و يصلي معه لرب واحد جل جلاله و مع ذلك قد لا يسلم الأخ علي أخيه قد لا يسلم إلا علي من يعرفه فقط و هذا خلاف لسنة النبي عليه الصلاة و السلام الذي أمرنا أن نسلم علي من نعرف و علي من لم نعرف بل لقد قال الحبيب كما في صحيح مسلم من حديث أبا هريرة رضي الله عنه "لا تدخلوا الجنة حتي تؤمنوا و لا تؤمنوا حتي تحابوا أولا أدلكم علي شئ إذا ما فعلتموه تحاببتم! أفشوا السلام بينكم" فرسولنا رسول السلام و ربنا جل جلاله هو السلام و الجنة هي دار السلام و تحية المؤمنين لربهم في الجنة – تحية المؤمنين حين يدخلون الجنة – السلام < تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ > < الأحزاب/44> بل و تحية الملائكة لأهل الإيمان في الجنة السلام < سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ > < الزمر/73> فديننا هو دين السلام و نبينا هو نبي السلام و ربنا هو السلام و جنتنا هي دار السلام و تحيتنا في الجنة – أسئل الله أن نكون من أهلها – هي السلام , و تحية الملائكة لنا في الجنة – إن شاء الله تعالي – هي السلام.
"و فشو التجارة" الله!! ليس بالضرورة إن ذكرت علامة من علامات الساعة أن تكون محرمة ففشو التجارة علامة من علامات الساعة من العلامات الصغري لكن التجارة ليست حراماً اللهم إلا إذا كانت التجارة في أصلها حراماً, التطاول في البنيان علامة من علامات الساعة ليست حراماً, ظهور المهدي علامة و هكذا, فليس بالضرورة إن ذكر النبي صلي الله عليه و علي أله و سلم علامة من علامات الساعة أن تكون هذه العلامة محرمة فمن هذه العلامات ما هو محرم كما بينا و من هذه العلامات مالم يحرمه رسول الله عليه أفضل الصلاة و أزكي السلام, فشو التجارة أظن الأن الصورة واضحة جداً انتشرت التجارة بشكل ملفت يعني قد تمشي الأن في شارع واحد – بدون مبالغة – قد تري تقريباً بين المحل و المحل محلاً تجارياً أخر يعني كثرت المحلات حتي و لو كانت صغيرة لكن اللفتة النبوية الجميلة يقول " حتي تشارك المرأة زوجها في التجارة" صورة واضحة جداً صلي الله و سلم و بارك علي الصادق الذي لا ينطق عن الهوي.


التجارة ليست حراما لكن أود فقط أن أبين أن التجارة لابد لها من ضوابط, تتاجر لكن بشرطين:
الأول أن تتاجر في الحلال بالضوابط الشرعية و أن تؤدي حق الكبير المتعال, النبي صلي الله عليه و سلم الذي هو أعظم و أطهر و أشرف من عمل للأخرة ترك الدنيا؟! إطلاقا! عشان واحد يقول لك ده مطلوب الزهد في الدنيا, يعني إيه؟! يعني الإنسان أعزك الله, الثوب ريحته تقرف و المنظر يقرف و رجل منعزل بدعوي أنه زاهد فى الدنيا!! إن أزهد الخلق هو المصطفي, ما عرفت الدنيا أزهد من رسول الله و مع ذلك يأتيه سائل ليسأله – تصور النبي عليه الصلاة و السلام أعطاه إيه – أعطاه النبي غنماً بين جبلين, أه مرت عليه أوقات ربط الحجر علي بطنه من شدة الجوع, نعم, ليبين لنا حال الدنيا ومن أصحاب رسول الله من قسم ميراثه بالفؤوس من الذهب (عبد الرحمن بن عوف , الصديق رضوان الله عليه , أبو طلحة الأنصاري) فنريد أن نفهم القضية فهماً دقيقاً, يقول علي رضي الله عنه "و دار نجاة لمن فهم عنها و دار غناً لمن تزود منها فهي مهبط وحي الله و مصلي أنبياء الله و متجر أولياء الله ربحوا فيها الرحمة و اكتسبوا فيها الجنة" , الزهد أن تترك الحرام, الزهد أن تترك ما لا يرضي الله تبارك و تعالي , هذا هو أعلي مقامات الزهد.


و أن تكون تجارتك منضبطة بالضوابط الشرعية بالحلال, يعني < وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ * الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُواْ عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ * وَإِذَا كَالُوهُمْ أَو وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ * أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُم مَّبْعُوثُونَ * لِيَوْمٍ عَظِيمٍ * يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ > <المطففين/1.2.3.4.5.6> سبحان الله إذا باع لإخوانه أو للأخرين يريد أن يبخسهم حقهم و إن اشتري! "ما تطبب الميزان يا أخي, يا أخي طب حط كمان حبة بطاطس أو حبة طماطم أي شئ" الله سبحان الله <الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُواْ عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ> إذا اشتروا من الأخرين يريدون أن يأخذوا حقوقهم كاملة مستوفاة و إن باعوا للأخرين يتفنن أحدهم في أن يطفف الميزان, في أن يطفف الكيل و لا حول و لا قوة إلا بالله هذا غش في التجارة, لا تحتاج من أحد أن يقول لك لا تفعل هذا و إنما راقب أنت ربك سبحانه و تعالي الذي يعلم منك السر و أخفي, أنسيت أن الله جل و علا يسمع و يري أيضاً من هذه الضوابط عدم الغش, راقب الله سبحانه و تعالي لا تخدع أحداً حتي و لو كنت تبيع سيارتك الخاصة أنت في هذه اللحظة تصبح تاجراً فبين و أصدق و أصدق الله جل و علا ..

قال رسول الله كما في الصحيحين من حديث حكيم بن حزام "البيعان بالخيار مالم يتفرقا فإن صدقا" الله "و بينا بورك لهما في بيعهما" بورك للبائع و للمشتري, الأن محقت البركة ليه ؟ بالغش بالكذب بالخيانة , فقط أنا أريد أن أحصل المال بأي صورة
ذكر هذه العبارة "من غشنا فليس منا" الله أكبر, أنت تجارتك ايه؟ في الفواكه خضروات سيارات في في في في أي نوع تذكر ديماً رسول الله يقول لك "من غشنا فليس منا" و أنت بتغلف السلعة ,الله , أنت عارف إن قطعة الغيار ده مزورة مغشوشة ليه ؟ بتقدمها علي أنها قطعة أصلية يابانية و أنت عارف أنها ليست يابانية و المال ده مش هينفعك في الدنيا ولا في الأخرة
هارون الرشيد هذا الملك هذا الأمير لما نامك علي فراش الموت بكي و قال إيه قال< مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيهْ * هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيهْ > <الحاقة 28.29>
ثم قال أريد أن أري قبري الذي سأدفن فيه فحملوا هارون الرشيد إلي قبره فنظر إلي القبر و بكي ياه هارون من القصور إلي القبور و من المهود إلي اللحود إلي الهوام و الديدان مهما طالت الدنيا فهي قصيرة و مهما عظمت فهي حقيرة لأن الليل مهما طال لابد من طلوع الفجر و لأن العمر مهما طال لابد من دخول القبر مستحيل هتخلد كان خلد المصطفي <وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِن مِّتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ> <الأنبياء/34> مستحيل قال تعالي <كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ> <آل عمران/185>
هارون بينظر إلي القبر و بكي قال إيه رفع رأسه إلي السماء و قال يا من لا يزول ملكه ارحم من قد زال ملكه, <كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ> <الرحمن/ 26.27> فاغرس لنفسك هنا لتحصد هنالك سعادة و عزة و كرامة,

أدي حق الله سبحانه و تعالي لا تنسي الفقير
الحديث في الصحيحين يعني في أعلي درجات الصحة بيقول عليه الصلاة و السلام " كان فيمن كان قبلكم ثلاثة أبرص و أقرع و أعمي قال الحبيب "فأراد الله جل و علا أن يبتليهم " يعني أراد الله أن يختبرهم "فأرسل الله جل و علا إليهم مَلَكا فأتي الملك الرجل الأول فقال له أي شئ أحب إليك؟" فقال له هذا الرجل أن يُذهبَ الله عني هذا الذي قذرني الناس و أن يعطيني لوناً حسن و جلداً حسناً" قال فمسحه الملك فأعطاه الله لوناً حسن و جلداً حسنا قاله "أي المال أحب إليك" قاله " أحب الأبل" "فأعطاه الملك ناقة عشراء " قال له الملك "بارك الله لك فيها"
, فأتي الملك الرجل الثاني الأقرع "أي شئ أحب إليك قال أن يعطيني لوناً حسناً و شعراً حسنا فمسحه الملك فأعطاه الله لوناً حسناً و شعراً حسناو أي شئ من المال أحب إليك قال أحب البقر فأعطاه الملك بقرةً حاملاً و قال له الملك بارك الله لك فيها و تركه و انصرف ثم أتي الملك الرجل الثالث" و هو الأعمي "أي شئ أحب إليك, قال أن يرد الله إلي بصري فأبصر الناس فمسحه الملك فرد الله إليه بصره"

"أي شئ من المال أحب إليك" قاله أنا بحب الغنم "قال أحب الأغنام"فأعطاه الملك شاةً والده و قال بارك الله لك فيها و تركه و انصرف" النبي يقول"فأنتج هذان و ولَّدَ هذا" فأصبح للأول "أعطاه الله وادياً من الأبل و الثاني "أعطاه الله وادياً من البقر" و الثالث " أعطاه الله وادياً من الغنم"وادي وادي مليان بقر و أبل و غنم "أرسل الله إليهم الملك مرة أخري" للرجل الاول ذهب إليه الملك في صورة رجل أبرص, الملك بيقولوه "مسكينٌ و ابن سبيل" انقطعت بي الحبال و لا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك فأعطني مما أعطاك الله قال امشي الحقوق كثيرة", الملك بيقوله "ألم تكن أبرص فقيراً فأعطاك الله و أغناك من فضله قال لا بل ورثت هذا المال كابراً عن كابر" فقال له الملك "إن كنت كاذباً صيرك الله إلي ما كنت فصار كما كان" دعوة ملك كما استجاب الله دعوة الملك في المرة الأولي استجاب الله دعوة الملك في المرة الثانية فصار كما كان "ثم ذهب الملك الرجل الثاني"الأقرع "مسكين و ابن سبيل انقطعت بي الحبال في سفري أي الأسباب و لا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك فأعطني مما أعطاك الله جل و علا قال الحقوق كثيرة فقال له الملك ألم تكن أقرع فقيراً فأعطاك الله هذا المال من فضله قال كلا بل ورثت هذا المال كابراً عن كابر قال إن كنت كاذباً صيرك الله إلي ما كنت ثم ذهب الملك إلي الرجل الثالث الذي كان أعمي و قال مسكين و ابن سبيل انقطعت بي الحبال في سفري أي الأسباب و لا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك فأعطني مما أعطاك الله جل و علا فقال حقاً لقد كنت أعمي فأبصرني الله و كنت فقيراً فأغناني الله فهذا مال الله أمام عينيك و بين يديك أذهب خذ ما شئت و دع ما شئت فوالله لا أجهدك" أي لا أمنع اليوم منك شئ أخذته لله عز و جل "فقال له الملك أمسك عليك مالك فإنما أنا ملك من عند الله جل و علا و إن الله تعالي قد رضي عنك و سخط عن صاحبيك" يالله"


إن لله عباداً فطناً " عقلاء "طلقوا الدنيا و خافوا الفتن نظروا فيهافلما علموا أنها ليست لحيٍ وطنا جعلوها لجةً" نهراً ماءاً "جعلوها لجةً و اتخذوا صالح الأعمال فيها سفناً" اللهم اجعلنا من هؤلاء العقلاء و النبي عليه الصلاة و السلام بيسأل الصحابة كما في صحيحي البخاري من حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه "أيكم مال وارثه أحب إليه من ماله قالوا يا رسول الله ما منا أحد إلا و ماله أحب إليه من مال وارثه قالوا يا رسول الله ما منا أحد إلا و ماله أحب إليه من مال وارثه" قال عليه الصلاة و السلام " فإن ماله ما قدم ومال و رثته ما أخر" فجل المال اللي بيجمع من الحرام هيترك للورثه و يسئل عن ه بين يدي الله تبارك و تعالي, النبي عليه الصلاة و السلام يقول كما في سنن الترمذي بل و في صحيح مسلم و غيرهما من حديث عبداله بن الشخّير رضي الله عنه "يقول بن أدم مالي مالي و هل لك يا ابن أدم من مالك إلا ما أكلت فأفنيت أو لبست فأبليت أو تصدقت فأبقيت " و في لفظ "فأبقيت" هو ده المال الحقيقي اللي جمعته من الحلال عرقك بجهدك بتوفيق الله لك و أديت فيه حق الله سبحانه و تعالي هو ده المال اللي تسعد به في الدنيا و الأخرة "

عفوك ارجو عفوك ارجو 762279_12.gif فتكات متميزة Fatakat 762279 الاحساء – السعودية

سبحان الله و بحمده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.