الأنس بالحبيب 2024.

الأنس بالحبيب

أنت…
نعم…أنت
هل أنت وحدك الآن…؟
هل تشعر أنك وحيد؟
في غربة بعيدا عن أهلك…تجري على الهاتف من آن لآخر لتسمع صوت أمك..أو تثرثر مع زوجتك؟
أم تدرس في مكان آخر…وفي بقعة أخرى بين جدران أربعه…وأيضا وحيد
أم أنت أختاه خرج زوجك وهربت من أبنائك وتركتيهم كحالي مبعثرين أمام الشاشات..حاسوب أو ألعاب الكترونية
أم أنت حبيبتي في الله قتلك الفراغ وطال الصمت وأنت وبعد سنوات الدراسة التي انهيتيها لا تقدرين على الخروج لأنك فتاة …وكثرة الخروج(عيب)..وتأخر فارس الأحلام ..فأصبحت وحيدة
أنصت
إسمع

وحتى أنت أختي بعد أن ينام الصغار
ماذا تسمع….؟
ربما صوت عقارب الساعة…تك…تك…
وربما أصوات السيارات
وربما لا تصغي إلى التلفاز الذي تتركه لمجرد أن تأنس به…لكنه لا يؤنسك!
وآه لو كنت تستمع إلى أصوات أنفاسك….ففي هذا الحالة أنت …وحيد جدا
أخي..أختي…و….أنت يا نفسي
سنكون كذلك هناك.. في لحظة ما..وحدنا…حتى الأنفاس لن نسمعها وحتى الأضواء سيبخلون علينا بها ولن يدخلوا معنا التلفاز..وحتى ضوء الشمس لن يجرؤ على حفر قبورنا ليبحث عنا
فهلا أنسنا بالله في الدنيا
هل جربت أن تكون في معية الله
هل استشعرت وأنتجالس الآن تقرأ كلامي أنك تسمع وتشهد صرير الأقلام والملائكة تدون في كتابك الآن تسبيحك وتهليلك و تكبيرك
بالله عليك قلها الآن
سبحان الله وبحمده..سبحان الله العظيم
ألم ترتاح لها؟
ألا تشعر بالزفرة التي تخرج معها كل هموم الدنيا وأنت تنهي(لا إله إلا الله)
أتعجب ممن يأنس بالأغاني
وممن يأتنس بصحبة ملوثة ألسنتها
وغريب من يأنس برفيق يتغزل في إمرأة
والأغرب من تأنس بصحبة تغتاب وتنم وتسب طوال الوقت
والرهيب أن تشتاق إلى من سيتركك عند بوابة القبر…فمهما أحببناك وكل من حولك حتى زوجتك(بل حبيبتك) لن تجرؤ على المبيت معك أو حتى بجوار قبرك
لكننا سنظل نخاف من الوحدة…ومن الصمت…ومن الظلام….
سبحانك يا ربنا….نبحث عن من يؤنسنا…وكل الأنس بذكرك
هل جربت أن تسافر بخيالك إلى هناك…يوم ندعى إلى السجود
اللهم أجعلنا ممن يخرون إليك سجدا
هل جربت أن تفر إليه؟
هل طار قلبك فحلق فوق رأسك وأنت تقرأ كلام من تحب؟
بل هل تعرف كيف تحبه؟
هل تعرف كيف يكون الشوق للمحبوب.واللهفة للقائه..ألست تحبه!
ترى يا ربنا كيف هو وجهك…وكيف يكون…وكيف هي حلاوة النظرة إليك
اللهم أرزقنا لذة النظر إلى وجهك والشوق إلى لقائك
ترى…كم بقي لنا من دقائق لنعيشها
وهمسات لنهمسها
وهل يكفي الوقت للتوبة
وهل إن تبنا لن نعود…
وبأي شيء سنختم الصفحة
(اللهم أرزقنا حسن الخاتمة)

ترى…هل يحفر قبري الآن؟
وهل سأموت اليوم؟
ومن سيغسلني
وكيف ستكون صحيفة أعمالي؟
وكم عدد حسناتي
أين سيكون لقاء ملك الموت؟وما شكل وجهه…؟
يا رب سترك
وكيف سيكون لقاء الله؟
وهل سنرى وجهه؟

ترى…هل بكيت من خشيته؟
هل بكيت شوقا إليه؟
أم لم تبكي أبدا؟

إننا لن نشعر بالسعادة حتى لو ملكنا الدنيا كلها…
لأن السعادة في الأنس به
وراحة القلوب في مناجاته
فالأنس لا يكون إلا بمن نحبه سبحانه وتعالى
اللهم أجعلنا في معيتك…وقربنا إليك…وحببنا إليك..وأجعلنا في زمرة حبيبك صلى الله عليه وسلم
هيا لنكون في معيته
ولنأنس بذكره….
سبح بحمد الله وأنت تقرأ…وأنت تكتب…وأنت تدون…حتى وأنت تضحك…وإن كنت تبكي..

قلبي يحيا بحب الله قلبي يحيا بحب الله 541858_160.gif برنسيسة فتكات Fatakat 541858 الاسكندريه – مصر

سبحان الله و بحمده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.